صفات الصديق الصالح جريدة الراصد 24 -->
جريدة الراصد 24 جريدة الراصد 24

داخل المقال

جاري التحميل ...

صفات الصديق الصالح جريدة الراصد 24



بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الثلاثاء الموافق 1 أكتوبر 2024

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتد، ومن يضلل فلن تجد له وليّا مرشدا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين وتابعيهم وسلم تسليما كثيرا  ثم أما بعد روى الإمام الترمذي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "لا تصاحب إلا مؤمنا، ولا يأكل طعامك إلا تقي" فحذر النبي صلى الله عليه وسلم من صحبة من ليس بتقي، وزجر عن مخالطته ومؤاكلته لأن المطاعمة توقع الأُلفة والمودة في القلوب، وإن من صفات الصديق الصالح هو صاحب العقل الراجح، حيث أن العقل هو رأس المال، وهو الأصل فلا خير في صحبة الأحمق. 


فإلى الوحشة والقطيعة ترجع عاقبتها وإن طالت، وأحسن أحواله أن يضرك وهو يريد أن ينفعك، والعدو العاقل خير من الصديق الأحمق، وقال الخليفة الراشد علي بن أبي طالب رضي الله عنه فلا تصحب أخا الجهل وإياك وإياه، فكم من جاهل أردى حليما حين آخاه، يقاس المرء بالمرء، إذا ما المرء ماشاه، وللشيء على الشيء مقاييس وأشباه، وللقلب على القلب دليل حين يلقاه، وكما أن من صفات الصديق الصالح هو حُسن الخُلق، فروى الترمذي عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " ما شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن، وإن الله ليبغض الفاحش البذيء" وكما روى الترمذي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال.


"إن في الجنة غرفا ترى ظهورها من بطونها، وبطونها من ظهورها" فقام أعرابي فقال لمن هي يا رسول الله؟ قال "لمن أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وأدام الصيام، وصلى لله بالليل والناس نيام" وقال علقمة العطاردي في وصيته لابنه حين حضرته الوفاة يا بني، إن عرضت لك حاجة، فاصحب من إذا خدمته صانك، وإن صحبته زانك، أي حفظك، وإن قعد بك مانك، أي حمل مؤونتك، واصحب من إذا مددت يدك لخير مدها، وإن رأى منك حسنة عدها، وإن رأى سيئة سدها، واصحب من إذا سألته أعطاك، وإن نزلت بك نازلة واساك، أي جعلك كنفسه، واصحب من إذا قلت صدّق قولك، وإن حاولت أمرا آمرك، وإن تنازعتما آثرك، وكما أن من صفات الصديق الصالح هو التقوى والصلاح، فيجب على المسلم أن يختار الصديق الذي يتصف بالتقوى والصلاح في أقواله وأفعاله، وليحذر المسلم من مصاحبة الإنسان الفاسق، المصر على معصيته. 


فيجب علينا الحذر من مصاحبة الفاسقين فإن مشاهدة الفسق والمعصية على الدوام تزيل عن القلوب كراهية المعصية، ويهون علينا أمرها، وليحذر المسلم من مصاحبة الحريص على الدنيا فإن الحرص علي الدنيا سم قاتل لأن الطباع مجبولة على التشبه والاقتداء، بل الطبع يسرق من الطبع من حيث لا يدري صاحبه، فمجالسة الحريص على الدنيا تحرّك الحرص، ومجالسة الزاهد تزهد في الدنيا فلذلك تكره صحبة طلاب الدنيا، ويستحب صحبة الراغبين في الآخرة، ولا تصاحب كذابا فإنه مثل السراب، يقرب منك البعيد، ويبعد منك القريب، فقد روى الشيخان عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال. 


"إن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليصدق حتى يكون صديقا، وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا" وقال الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه عليك بإخوان الصدق، فعش في أكنافهم فإنهم زين في الرخاء، وعدّة في البلاء"

التعليقات



جريدة الراصد24

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

جريدة الراصد 24

2020