قصة حرب أكتوبر من خلال مناظرتي مع شارون في محطة الـBBC في لندن (3) لواء دكتور/ سمير فرج. جريده الراصد24 -->
جريدة الراصد 24 جريدة الراصد 24

داخل المقال

جاري التحميل ...

قصة حرب أكتوبر من خلال مناظرتي مع شارون في محطة الـBBC في لندن (3) لواء دكتور/ سمير فرج. جريده الراصد24

قصة حرب أكتوبر من خلال مناظرتي مع شارون في محطة الـBBC في لندن (3)  لواء دكتور/ سمير فرج.    جريده الراصد24

        متابعة   عادل شلبى
 

اليوم، نستعرض في هذا الجزء الثالث من قصة مناظرتي على محطة الـBBC في لندن، مع الجنرال إرييل شارون حول حرب أكتوبر 73. والتي أدارها الإعلامي البريطاني المتميز، أدجر الان في برنامجه المشهور بانوراما. وكان يقوم بالتحكيم على هذه المناظرة أساتذة وخبراء من معهد الدراسات الاستراتيجية في لندن IISS . 

وتوقفنا في مقالي العدد الماضي، عندما عبرت القوات المصرية قناة السويس، واقتحمت خط بارليف، وكان نجاح حائط الصواريخ المصري سببا في نجاح العبور، ونجحت القوات المصرية في إنشاء خمس رؤوس كباري شرق القناة، وفشلت جميع الهجمات المضادة الإسرائيلية في تدمير القوات المسلحة المصرية شرق القناة، وأصبح لمصر حوالي 250 الف مقاتل على الضفة الشرقية للقناة.

وحتى هذا الموقف كانت الخطة المصرية قد حصلت على تقدير ٤ نقاط في المناظرة من لجنة التحكيم من معهد الدراسات الاستراتيجية.. بينما لم تحصل الخطة الإسرائيلية على أي نقاط.. بعدها تابعت عرض تفاصيل كثيرة عن تخطيط العبور والتنظيم الرائع لجهود القوات المصرية.. وكيف تم تنفيذ خطة الخداع .. وتحقيق المفاجأة ... والتغلب على الساتر الترابي.. إلخ.. لذا حصلت الخطة المصرية على نقطتين إضافيتين عن مرحلة إدارة القتال في رأس الكوبرى حتى يوم ١٥ أكتوبر ۱۹۷۳ ليصل عدد النقاط إلى ٦ نقاط بينما لم تحصل الخطة الإسرائيلية على أي نقاط.. وأكد معهد الدراسات الاستراتيجية على أن الخطة الدفاعية الإسرائيلية.. المبنية على خط بارليف كانت خطة ذات مفهوم دفاعی غیر متزن.. وافتقدت عدم بناء الأنساق والخطوط الدفاعية المتتالية.. سواء بالاحتياطيات أو المواقع الدفاعية، وسمحت للقوات المصرية بكل سهولة أن تقتحم القناة ... وتنشئ رؤوس الكبارى.. وأن هذه النقاط الحصينة في خط بارليف.. لم تؤد أي دور دفاعي لها .. خاصة أنه لم يكن هناك أي تعاون نيراني أو تكتيكي بين نقاط خط بارليف.. ولذلك عندما اقتحم المصريون القناة .. تم عزل نقاط خط بارليف.. وتهاوت هذه النقاط في ساعات.. أو استسلمت .. وشبه خبراء معهد الدراسات الاستراتيجية IISS على الهواء.. أن ما حدث من سقوط لخط بارليف .. هو بالضبط ما حدث من سقوط لخط ماجينو في الدفاعات الفرنسية في بداية الحرب العالمية الثانية.. وإن اختلف الأسلوب.

حيث ان القوات المصرية هاجمت خط بارليف بالفعل وبالمواجهة بينما القوات الألمانية لم تهاجم خط ماجينو والتفت حوله من خلال جبال الأردين في بلجيكا

وبعد ذلك جاء استعراض مرحلة تطوير الهجوم المصري بالقوات المدرعة للوصول إلى خط المضايق في سيناء.. لتخفيف الضغط على القوات السورية في جبهة الجولان.. ولقد فقدت الخطة المصرية في هذا العرض من المناظرة نقطتين.. وعلق أساتذة معهد الدراسات الاستراتيجية على خطة التطوير المصرية.. بنفس التعليق الكلاسيكي الذي يدرس في كل المعاهد العسكرية في العالم لكل القادة.. لا تدع السياسي يجبرك على القيام يعمل عسكري.. ما دمت غير قادر على تنفيذه.. أو غير مقتنع به.. أو أنه خارج التخطيط المسبق للعمليات.


وهو أحد الدروس الهامة التي أكدتها حرب ۷۳ وهو الا يجب ان يجبر السياسيين القادة العسكريين على ايجاد الحل السياسي بتنفيذ عمل عسكري غير معدون له ووهنا كسبت الخطة الإسرائيلية أول نقطتين في المناظرة بعد نجاحها في ايقاف تطوير الهجوم المصري خارج راس الكوبري حيث نجحت في إيقاف تقدم اللواءات المدرعة المصرية نحو منطقة المضايق.

وبدأنا في المرحلة الأخيرة من المناظرة .. التي اعتقد أن أرييل شارون.. دخل هذه المناظرة في التليفزيون البريطاني على الهواء من اجلها ليستعرض ما قام به في عملية الثغرة غرب القناة.. واستعرض شارون الانهيار الذي كانت عليه الجبهة الدفاعية الإسرائيلية في سيناء.. وهي التي دفعت موشيه ديان ليعلن هزيمة إسرائيل يوم 9 أكتوبر.. وبدأت إسرائيل في طلب إمدادات عاجلة من الأسلحة والمعدات من الولايات المتحدة الأمريكية ... التي بدأت في إرسال الإمدادات من خلال جسر جوى عاجل إلى إسرائيل.. وطلبت إسرائيل من الولايات المتحدة، طبقا لما ذكره شارون أن تصل هذه الأسلحة والمعدات مباشرة إلى مطار العريش في سيناء.. لأن الجبهة في الجولان كانت قد تم الانتهاء منها .. أما الجبهة الإسرائيلية في سيناء فكانت منهارة تماماً.

وهنا نالت القوات الإسرائيلية نقطة في تلك المرحلة حيث انها نفذت خطة سرعة التدخل ضد القوات السورية في هضبة الجولان ثم الانتهاء منها والتحول نحو جبهة قناة السويس

وأضاف شارون أنه طلب على وجه التحديد الصواريخ المضادة للدبابات من الجيل الجديد من طراز ..TOW ذات الدقة العالية في تدمير الدبابات وهو تطوير للجيل القديم «المالوتيكا» الروسى الذي كانت تستخدمه القوات المصرية.. وفعلاً وصل إلى العريش يوم  13 أكتوبر أول دفعة من المقذوفات الموجهة المضادة للدبابات... ولم تكن جديدة من المخازن ولكن تم سحبها من الوحدات المقاتلة الأمريكية العاملة في ألمانيا.. وجرى تطقيمها بأفراد من جنود الاحتياط الذين تم استدعاؤهم ضمن خطة الاستدعاء الإسرائيلية وأسند لقيادة هذه القوة .. ملازم أول احتياط إسرائيلي اسمه «جوفي» أو ما أطلق عليه في المناظرة الملازم Joffy

وبدأ شارون في هذه المرحلة يشرح خطته لاختراق رأس الكوبرى في الدفاعات المصرية للوصول إلى غرب القناة .. ليندفع إلى عمق الدفاعات المصرية.. مطبقاً نظرية ليدل هارت

الاقتراب غير المباشر Indirect Approach و هي نفس النظرية التي كان يطبقها روميل في الصحراء الغربية.. وأيضاً طبقها الجيش الألماني في اختراق الدفاعات الفرنسية على خط ماجينو في الحرب العالمية الثانية.. بتجنب الهجوم على دفاعات خط ماجينو.. والاختراق من اتجاه غابات الأردين في بلجيكا.. وبعدها انهارت الدفاعات الفرنسية تماماً.

وشرح شارون هذا الفكر وأنه بدأ التطبيق بمحاولة اختراق الجانب الأيمن للجيش الثاني.. والذي كانت تؤمنه الفرقة ١٦ مشاة.. وذكر أنه هاجم بشراسة لمدة 3 أيام هذه المواقع.. التي عرفت باسم «معركة المزرعة الصينية وقاد هذا الهجوم الجنرال أدان.. والجنرال ماجن. ويقول شارون.. إنه استخدم كافة الوسائل والقوات.. والأساليب.. وأن نيران المدفعية الإسرائيلية ظلت تقصف هذه المواقع المصرية بلا توقف ليومين كاملين.. وتم الهجوم على هذه القوات المصرية بالقوات المدرعة وبوحدات المظلات الإسرائيلية.. والتي هي أرقى الوحدات القتالية الإسرائيلية.. تدريباً وكفاءة.. وفشلت كل هذه الهجمات الإسرائيلية أمام صلابة الكتائب الأمامية للفرقة ١٦ في معركة المزرعة الصينية.. وإذا كان لنا من تعليق.. فإنه يجب الإشارة.. إلى أن قائدي كتائب المشاة التي أوقفتا هذا الهجوم لمدة 3 أيام كاملة كانا .. المقدم محمد حسين طنطاوى.. والمقدم أحمد إسماعيل عطية.. وأتذكر أنه في إحدى زيارات الجنرال شارون بعد عدة سنوات لمصر في زيارة رسمية... وعندما علم أن القائد المصرى في معركة المزرعة الصينية كان المشير طنطاوى وزير الدفاع المصرى طلب شارون أن يلتقى بالمشير طنطاوى.. ولكن على حد علمى فإن المشير طنطاوى اعتذر عن مقابلته... ولم يقابله.. حتى إن شارون عندما علم بالرد الدبلوماسي لرفض المشير طنطاوى.. قال بالحرف "الواحد لقد كنت أريد أن أقابل قائداً شجاعاً.. قاتلني بشراسة".

وفي العدد القادم نستكمل معا ماذا حدث عندما فشل شارون في اختراق رأس الكوبري في المزرعة الصينية.

التعليقات



جريدة الراصد24

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

جريدة الراصد 24

2020