الرضا الكامل والعلاقة الزوجية. جريده الراصد24 -->
جريدة الراصد 24 جريدة الراصد 24

داخل المقال

جاري التحميل ...

الرضا الكامل والعلاقة الزوجية. جريده الراصد24

 

الرضا الكامل والعلاقة الزوجية. جريده الراصد24

بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الثلاثاء الموافق 12 نوفمبر 2024

الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد، الله أكبر عدد ماغردت الأطيار على الأشجار، والله أكبر عدد مالمعت السماء أقمار، الله أكبر عدد من طاف بالبيت وزار، الله أكبر ماصام الصائمون، الله أكبر مابكى الخاشعون وأن المذنبون، الله أكبر، الله أكبر عدد مانطق اللسان ورُفع الآذان، الله أكبر عدد ما وزن في الميزان وقرئ من القرآن، الله أكبر خلق الخلق فأحصاهم عددا وكلهم آتيه يوم القيامة فردا، الله أكبر خلق كل شيئ بقدر، وملك كل شيئ وقهر، عنّت الوجوه لعظمته ،وخضعت الرقاب لقدرته، الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا، الحمد لله كما يحب ربنا ويرضى على آلائه ونعمه التي لاتُعد ولاتحصى وأشهد أن لا إله الاالله وحده لاشريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيئ قدير وأشهد أن نبينا وقائدنا وقدوتنا وسيدنا هو محمد ابن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم. 


هو نبيه المصطفى ورسوله المجتبى صلوات ربي وسلامه عليه ماذكره الذاكرون الأبرار وما تعاقب الليل والنهار وعلى صحبه الأخيار وأتباعه الأطهار ثم أما بعد إن السعادة مطمح الناس جميعا، وهم ينشدونها في مواطن كثيرة من دروب الحياة، ولكن سعيهم نحوها ربما لا يوصل إلى الهدف المنشود، والغاية المبتغاة، بعد أن يصلوا إلى ما يشبه السراب أو الضباب، ومن ثم جاءت تعاليم السماء في هديها البناء، وإرشادها الحاني، لتأخذ بالناس على الجادة السوية التي تسلم في النهاية إلى السعادة الحقيقية الممثلة في الإستقرار النفسي، والرضا القلبي، إذ من هذين المنبعين تتفجر ينابيع السعادة غامرة كل من سار على نهج الإسلام وهديه الرشيد، وإذا كانت سعادة الفرد لا تتحقق أو لا تتم إلا إذا استقر في جنبات أسرة هانئة، فأننا نجد الإسلام الحنيف يولي الأسرة المسلمة عناية بالغة ويحدد لها هدفين. 


أولهما هو أشعار كل فرد فيها بفيض من السعادة حتى يرضى، فينتج الخير له ولمن حوله، وثانيهما هو تكوين المجتمع السعيد الذي حار المصلحون قديما وحديثا في إيجاده، ولم يحققه كما ينبغي سوى الإسلام بهديه الحصيف، وإرشاده الحاني، ولما كانت الأسرة وهي نواة المجتمع تتكون في أولى خطواتها عبر الحياة من زوجين، فقد عمد الإسلام وهو يكونها صالحة سليمة إلى هاتين الدعامتين الأساسيتين في الأسرة، وهم الزوج والزوجة بالتربية الهادفة، والتوجيه السديد على نهج قويم، يحقق لهما السعادة المبتغاة، فهذا هو الإسلام في حديه يقف بجانب المسلم، وهو يريد الإنطلاق لتكوين أسرة، فيسمعه في هذا المنطلق ذلك التوجيه الهادي، أخذا بيده إلى مواضع الطهر والصلاح، نائيا به عن مواطن الشر والفساد، لهدف أسمى، وغاية سامية.


فيسكب في آذنه هذه النصائح كما قال تعالي في سورة البقرة " ولا تنكحوا المشركات حتي يؤمن ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم " وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "الدنيا متاع، وخير متاعها الزوجة الصالحة" والإسلام في حصافته الإرشادية لا ينصح الزوج بحسن إختيار شريكة حياته، وينسى الزوجة، وإنما يتوجه إليها أيضا بهذا التوجيه الواعي " فعن ابي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إذا أتاكم من ترضون دينه وأمانته فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض، وفساد كبير" وهذه هي المرحلة الأولى من مراحل الإختيار، وهو إختيار من بعيد، يتم على أساس السمعة الطيبة والميل النفسي، والإرتياح القلبي، ثم تأتي المرحلة التالية، التي يوجب الإسلام فيها أن يكشف كل من الشريكين للآخر عن عيوبه. 


حتى لا يحدث ندم يؤدي إلى فرقة بعد الزواج، بسبب تغرير أو خداع، فلا بد من الصراحة التامة، والوضوح البين، حتى تكون العلاقة الزوجية قائمة على الرضا الكامل، والقبول المستنير.

التعليقات



جريدة الراصد24

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

جريدة الراصد 24

2020