بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله أحمده الحمد كله، وأشكره الشكر كله، اللهم لك الحمد خيرا مما نقول، وفوق ما نقول، ومثلما نقول، لك الحمد بكل نعمة أنعمت بها علينا في قديم أو حديث، عز جاهك، وجل ثناؤك، وتقدست أسماؤك، ولا إله إلا أنت، أشهد أن لا إله إلا الله شهادة أدخرها ليوم العرض على الله، شهادة مبرأة من الشكوك والشرك، شهادة من أنار بالتوحيد قلبه، وأرضى بالشهادة ربه، وشرح بها لبه.وأصلي وأسلم على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، صلى الله وسلم على كاشف الغمة، وهادي الأمة، ما تألقت عين لنظر، وما اتصلت أذن بخبر، وما هتف حمام على شجر، وعلى آله بدور الدجى، وليوث الردى، وغيوث الندى، وسلم تسليما كثيرا، ثم أما بعد ذكرت المصادر الإسلامية التاريخية أنه لما إنصرف الأحزاب عن المدينة، وبعد إنتهاء المعركة.
رجعت بنو قريظة فتحصنوا بحصونهم، ووضع رسول الله صلى الله عليه وسلم السلاح فجاءه جبريل في صورة دحية الكلبي فقال "أوقد وضعت السلاح يا رسول الله؟ قال نعم، فقال جبريل فما وضعت الملائكة السلاح بعد وما رجعت الآن إلا من طلب القوم، إن الله عز وجل يأمرك يا محمد بالمسير إلى بني قريظة فإني عامد إليهم فمزلزل بهم، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه بالرحيل إليهم فى السابع من شهر ذو القعدة فى السنة الخامسة من الهجرة، فكانت غزوة بني قريظة، فحاصرهم المسلمون، وهم يومئذ ثلاثى ألاف خمسة وعشرون ليلة حتى أتعبهم الحصار، فأعلن بنو قريظة استسلامهم، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بتحكيم سعد بن معاذ فيهم فحكم بقتلهم وتفريق نسائهم وأبنائهم عبيدا بين المسلمين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"لقد حكمت فيهم بحكم الله" فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بتنفيذ الحكم وتم إعدام ما بين سبعمائة إلى تسعمائة شخص من اليهود، وبعد حوالي ثمانية سنوات من الهجرة، استطاع المسلمون العودة إلى مكة فاتحين، لكن على الرغم من الانتصار ودخول مكة في ظل الدولة الإسلامية، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم اتخذ المدينة مقرا، فأصبحت عاصمة الدولة الإسلامية الفتيّة، وبقي رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة حتى توفي في شهر ربيع الأول فى السنة الحادية عشر من الهجرة، وبعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم عاشت المدينة المنورة أزهى عصورها في عهد الخلفاء الراشدين، منذ تولي أبو بكر الصديق رضى الله عنه الذى قضى على المرتدين عن الإسلام في حروب الردة.
ومرورا بأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه حيث فتحت بلاد الشام ومصر وبلاد فارس، وعهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان الذي شهد المزيد من الفتوحات ودخول سلاح البحرية إلى الجيش الإسلامي وحدوث الفتنة بين المسلمين، وصولا إلى عهد الإمام علي بن أبي طالب وباستشهاده عام ستمائة وواحد وستون من الميلاد، وقد ازدادت الفتنة بين المسلمين وبعضهم، حتى قامت الخلافة الأموية بعد أن تنازل الحسن بن علي عن الخلافة، ونقلت عاصمة المسلمين من المدينة المنورة إلى دمشق، فاللهم أنت أحق من ذكر، وأحق من عبد وأنصر من ابتغي، وأرأف من ملك وأجود من سئل، وأوسع من أعطى، أنت الملك لا شريك لك والفرد الذي لا ند لك وكل شيء هالك إلا وجهك، اللهم إني أبرأ من الثقة إلا بك، ومن الأمل إلا فيك ومن التوكل إلا عليك، ومن الرضا إلا فيك، ومن الطلب إلا منك، ومن الصبر إلا بك، ومن الذل إلا لك، ومن الرجاء إلا فيك، ومن الرهبة إلا إليك.