الصِّيام وآثاره على الفرد والمجتمع»به تزكو النفوس وتطمئن به القلوب جريدة الراصد 24 -->
جريدة الراصد24 جريدة الراصد24

داخل المقال

جاري التحميل ...

الصِّيام وآثاره على الفرد والمجتمع»به تزكو النفوس وتطمئن به القلوب جريدة الراصد 24



بورسعيد / كتب / السيد بكري

الجمعه/ 28/2/2025

الحمد لله الذي فرض  الصَّلاة والزَّكاة والصِّيام والحج لمن استطاع إليه سبيلاً، - لتحقيق مصالح العباد في الدُّنيا والدِّين- سبحانه  الذي  خلق فسوَّى، وقدَّر فهدى، ووعد فأوفى، نحمده سبحانه وتعالى ونستعين به ونستغفره.

ونشهد أنَّ سيِّدنا محمداً عبده ورسوله، الصَّادق الوعد الأمين، صلَّى الله وسلَّم عليه في الأولين، وصلَّى عليه وسلَّم في الآخرين، وصلَّى عليه في الملأ الأعلى إلى يوم الدِّين، وعلى آله الطَّيبين البررة، وصحابته الكرام  وعلى التَّابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدِّين.

وهذه العادات جعلها الله  وسيلةً لتحصيل السَّعادة في الدُّنيا والآخرة، سعادة تظهر في جميل المعاشرة، وحسن المعاملة، وكريم الأخلاق.

قال تعالى:

﴿يَٰٓأَيُّهَا اَ۬لذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ اُ۬لصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَي اَ۬لذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾.[1]صدق الله العطيم

ومن  مقاصد الصيام ما يلي-

تهذيب النَّفس وتزكيتها بكريم الخصال من جميل الأقوال والأفعال، ابتغاء مرضاة الله سبحانه، -

* مقصد المحاسبة؛ بتصفية النَّفس وتنقيتها من كلِّ الشَّوائب التي تؤثر في قَبُول الأعمال وتمامها، وهذا الخلق لا يُثمر في حياة العبد إلا بالمواظبة على الذِّكر، وحضور القلب، بما يحفظه ويقيه من نزغ الشَّيطان، ووساوس النَّفس وإغراء الهوى. والصَّوم على هذه الحقيقة وبهذا الوعي الإيماني هو الذي يحفظ صاحبه من شرِّ الآفات والأمراض، ويبعده عن المعاصي، -

* مقصد هجر المعاصي، والكفِّ عن الحرام، وهذا مقصدٌ عظيمٌ وغايةٌ كبرى، باعتبار الصَّوم وسيلة للإمساك عن الشَّهوات، فمن ترك الشَّهوات المباحة من طعامٍ وشرابٍ؛ استجابة لله تعالى، حريٌّ به أن يترك المحرمات من كذبٍ وشهادة زورٍ واعتداء على النَّاس في أموالهم وأعراضهم؛ تحقيقاً لمعنى الاستجابة، وإلا كان صومه عبثاً لا معنى له، كما قال النَّبي ﷺ:

«من لم يدع قول الزُّور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه»[3].

.

ولا شك أنَّ في التزام أحكام الصَّوم وآدابه تأميناً للمجتمع من بأس ألسنة النَّاس وبطش أيديهم، فالمجتمع الصَّائم آمنٌ بصيامه، متضامنٌ بإحسانه مع إخوانه.

هذه بعض ثمار الصِّيام وآثاره على الفرد والمجتمع  لما فيها من خيرٍ يعود على الفرد أوَّلاً، وعلى المجتمع ثانياً، وذلك بالصِّيام عن أعراض النَّاس، وأكل أموالهم بالباطل، والظلم بكل أنواعه في حق الأفراد وفي حق المجتمع.

فهل يا ترى معاشر المسلمين، نجد هذه الآثار لعبادة الصَّوم في حياتنا، أم نحتاج إلى مزيد جهد وعمل حتى يكون صيامنا صياماً حقيقياً؟، وهل يحفظنا صومنا من الوقوع في أعراض النَّاس، ومن أكل أموالهم بالباطل، ومن الاستخفاف بالمال العام، ومن إضاعة الوقت والإخلال بالواجب؟

حقا - إنَّ للصِّيام ثماراً عظيمةً جامعةً لأبواب الخير في حياة النَّاس، مانعةً من أبواب الشَّر، من ذلك ما أخبرنا به النَّبي ﷺ، أنَّ الله عزَّ وجلَّ أمر يحيى بنَ زكريا بخمس كلمات يعمل بهنَّ ويأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهنَّ، ومنها:

« ... وَأَمَرَكُمْ بِالصِّيَامِ، فَإِنَّ مَثَلَ الصَّائِمِ مَثَلُ رَجُلٍ مَعَهُ صُرَّةُ مِسْكٍ فَهُوَ فِي عِصَابَةٍ لَيْسَ مَعَ أَحَدٍ مِنْهُمْ مِسْكٌ غَيْرَهُ، كُلُّهُمْ يَشْتَهِي أَنْ يَجِدَ رِيحَهَا، وَإِنَّ رِيحَ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ..» [4] الحديث.

في هذا الحديث بيَّن النَّبي ﷺ منزلة الصَّائم من غيره، وأنَّه مأمون الجانب، مرجو الفائدة والمنفعة، كحامل المسك لا تصدر منه إلا الرَّائحة الزَّكية، والمراد هنا الأخلاق الطَّيبة والمكارم الحسنة، وتلك هي غاية الشَّرائع كلها، ومن أجلها بُعث الحبيب المصطفى ﷺ القائل:

«إنَّما بُعثت لأُتمِّم صالح الأخلاق»[5].

وعليه فاءن  المطلوب من كلِّ واحدٍ منَّا أن يتغير حاله بكلِّ طاعةٍ وعبادةٍ، حتى يصير أحسن حالا في نفسه وفي مجتمعه، لأن الصوم جنة - والصَّوم من أعظم الوسائل ترقيةً للنَّفس وتزكيةً لها.

والغاية من الصَّوم وغيره من العبادات الاستجابة لله تعالى بإخلاص، ثم إسعاد النَّاس بمكارم الأخلاق، وتحليتهم بجميل الخصال، فكلٌّ منها يربِّي على الطَّاعة، والإخلاص، والاستقامة، وحسن القول، وجميل الفعال، فيسعدُ المسلم بها ويُسعد غيره، وهذا ما يسعى إليه العلماء من خلال "خطة تسديد التَّبليغ"، بحول الله تعالى وحسن معونته وتوفيقه.

ألا وأكثروا من الصَّلاة والسَّلام على ملاذ الورى في الموقف العظيم، فاللهم صلِّ وسلِّم على سيِّدنا محمد بما هو أهله، وصلِّ اللهم وسلِّم على سيِّدنا محمد كما تحبُّ ربُّنا وترضى، .

اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق فإنَّه لا يهدي لأحسنها إلا أنت، وجنبنا سيِّئها فإنَّه لا يجنب سيِّئها إلا أنت، أنت ولينا فاغفر لنا وارحمنا إنَّك أنت الغفور الرَّحيم.

ربَّنا تقبل منَّا إنَّك أنت السَّميع العليم، وتب علينا إنَّك أنت التَّواب الرَّحيم، ربَّنا تقبل منَّا صلاتنا، وصدقاتنا، وصيامنا وسائر أعمالنا يا ربَّ العالمين.

ربَّنا آتنا من لدنك رحمةً، وهيء لنا من أمرنا رشداً.

ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا، ربَّنا ولا تحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا، ربَّنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به، واعف عنَّا، واغفر لنا، وارحمنا، أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين.

ودمتم على سمت الصالحين وخلق الصائمين ويحفظكم الرحمن الرحيم -

وكل عام وأنتم بخير ---- السيد محمد بكري-

كل ما ينشر علي موقع الجريدة يقع علي مسؤولية كاتب المنشور وليس علي الجريدة اية مسؤولية في ذلك

التعليقات



جريدة الراصد24

إتصل بنا

Translate

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

920907

انضم الي عائلة جريدة الراصد24

إشترك ليصلك كل مواضيع جريدة الراصد24


إلى أعضاء

إنضم

جميع الحقوق محفوظة

جريدة الراصد24

2020