كتب/رفيق عبد الفضيل كفر الشيخ
في هذا الزمن الصاخب، حيث تسود الآلات والأرقام، نرى جيلًا يركض خلف الشهادات والأوسمة، كأنها قيود ذهبية تحبسهم في قفص من التكلف والتصنع. نسينا أن المعرفة الحقيقية تكمن في أعماق الروح، وأن العقل دون قلب هو كجسد بلا روح.
علمناهم الصلاة والصوم والحج، فصارت العبادات قشرة جافة لا حياة فيها، نسينا أن الدين هو الحب والرحمة والإحسان، وأن المساجد والكنائس ليست سوى بيوتًا لله، وليست مقابر للأرواح.
علمناهم أن يتزوجوا، فصار الزواج عقدًا قانونيًا، لا علاقة له بالحب والعطاء والتضحية. نسينا أن الأسرة هي حجر الزاوية في المجتمع، وأن السعادة الزوجية لا تبنى على الماديات بل على التفاهم والاحترام.
علمناهم أن يكسبوا المال، فصار المال هو الإله الجديد الذي يعبدونه. نسينا أن السعادة الحقيقية لا تكمن في الثروة، بل في القناعة والرضا والقلب الطيب.
أين ضاعت براءتنا؟ أين ذهبت أحلامنا؟ أين اختفت ابتساماتنا؟
إننا نعيش في زمن غريب، زمن التناقضات والصراعات، زمن الفردانية والعزلة. زمن نسينا فيه أننا بشر، وأننا بحاجة إلى بعضنا البعض.
علينا أن نعود إلى أنفسنا، وأن نستعيد قيمنا الحقيقية، وأن نزرع الحب والسلام في قلوبنا. علينا أن نكون بشرًا حقيقيين، لا مجرد آلات تعمل آليًا.
إننا بحاجة إلى ثورة روحية، ثورة تحررنا من قيود المادة والسلطة، وتعيد لنا إيماننا بأننا قادرون على تغيير العالم."